نشأ الدين اليهودي مشوبًا بالوساوس والأوهام التي كانت تهيمن على أولئك البدو البدائيين، ولم يكن في أول مراحله غير أمشاج من الأساطير والوصايا؛ أي التابوات المؤسَّسة على المذهب الحيوي والسحر العاطفي؛ ولهذا كان يتضمن أوامر ونواهي تغمض حكمتها على القارئ ما لم يكن على بصرٍ بما كان للإيمان بالسحر من دخلٍ في تحبير هذه الأقوال: "لا تزرع حقلك صنفين لئلا يتقدس الملء الزرع الذي تزرع ومحصول الحقل. لا تحرث على ثور وحمار معًا... لا تلبس ثوبًا مختلطًا صوفًا وكتانًا معًا» (تثنية ٢٢: ٩–١١) ولهذا جرَت جمهرة القراء على أن تُغضي عنها وتُجاوزها إلى ما يليها وقد سار العبريون فيما يتصل بأوهامهم ووساوسهم الدينية على النهج الذي سارت عليه سائر العشائر البدائية؛ فبدءوا بتعاطي السحر. وقد رووا وقائع كثيرة أنجز فيها السحر ما أريدَ منه، وخلَّفوا «وصفات» شتَّى لكيفية قتل امرئٍ أو إيذائه بالسحر ولطريقة اجتذاب المحبوبة إلى من يهواها وحملِها على أن تطارحه الهيام، والكتاب المقدَّس حافل بالشواهد على إيمان اليهود بالسحر.