كانت عبادة ديونوسوس أكثر العبادات اليونانية اتصالًا بالمسرحية، وأشدها تأثيرًا على تطورها، لأن طقوسها كانت تتضمن كثيرًا من الحركات التمثيلية، وتشتمل على عواطف متضاربة، يعبر عنها أتباع الإله في بهجة وسرور تصاحبهما نكات غليظة، وضحكات عالية، كانت بمثابة البذور التي نشأت منها الملهاة، وأحيانًا أخرى يعبرون عنها في حزن عميق مصحوب بالشكوى والأنين، كان ذلك أصلًا للمأساة، وكانت حياة ديونوسوس مليئة بالخطوب المؤلمة، والأحداث السارة. وكان اليونان يعتبرونها رمزًا للظواهر الطبيعية . وكان الشعراء الغنائيون ينظمون مقطوعات الديثورامبوس، وينشدونها في أعياد ديونوسوس، ويتخذون أسطورته موضوعًا لأناشيدهم، فيتحدثون عن ميلاده، ويتناولون حياته بالتفصيل، ويصفون الأخطار التي واجهها. وكان الشاعر يضم إليه جماعة من الناس، يلقنهم بعض الأبيات التي تفيض بالحزن والأسى، يرددونها أثناء الإنشاد، وكان أفراد هذه المجموعة (الجوقة فيما بعد) يرتدون جلد الماعز ليظهروا بمظهر الساتور ، أتباع ديونوسوس.