المريض العصبي يحتاج إلى عناية تفوق العناية التي يحتاجها المريض العضوي، وهو قد أتعب أعصابه باستسلامه للقلق والتوتر، والأطباء يعلمون أن أفضل علاج للتغلب على هذا التوتر هو تعلم الاسترخاء. ويرى الدكتور أرنولد جاكوبسون أن الإنسان مهما يظن أنه قد انتهى إلى الاسترخاء التام، فثمة عضلات في جسده غفل عنها، تواصل توترها، ويطلق جاكوبسون على هذا التوتر اسم « التوتر الفائض » والقضاء على هذا التوتر الفائض هو محور طريقته في الاسترخاء. فالاسترخاء التام إنما يتأتى معرفة الطبيب الذي يلقن مريضه كيف يرخي عضلات جسمه عضلة عضلة. إن لم تكن فائدة الكتاب علاجية ففائدة وقائية، ونذكرك بنصيحة ثمينة لخصها المؤلف في جملة واحدة هي: "ساعد طبيبك على أن يساعدك"، فإذا كانت شکاواك كثيرة، فالأرجح أنها كلها وظيفية بحتة وليست عضوية، فإذا أكد لك هذا طبيبك، فاعمل معه لا ضده. فليس ثمة دواء أو جملة أدوية في وسعها أن تمحو هذه الشكاوی كلها في آن معا. فحول ذهنك عن كل تفكير في المرض والدواء، والجراحات والعقاقير، فإنها لا تجدي نفعا في حالة المتاعب الوظيفية .