30,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
payback
0 °P sammeln
  • Format: PDF

لا تزال الثقافة هي المفهوم الأكثر غموضاً وإبهاماً في العالم عامة ولدى المسلمين خاصة بالرغم من أنه الأكثر شيوعاً واستخداماً وترديداً على ألسن العامة والخاصة ومن أجل ذلك رأينا أنه من المجدي والضروري معاً أن نفرغ في هذا المصنف للبحث في نشأة الظاهرة الثقافية وخصائصها وتطورها في كنف التكوين الاجتماعي البشري وعلاقتها بالظواهر الاجتماعية الإنسانية الأخرى . وقد نزيد مفهوم الثقافة إيضاحاً إذا واصلنا البحث في علاقة الثقافة بأركان المجتمع الإنساني مثل القومية والأيديولوجيا والحضارة والثقافات الفرعية وتلك العلاقات توضح موقع الثقافة في المجتمع وتفاعلاتها وفي غمرة هذه التفاعلات يعن تساؤل مهم مفاده : هل…mehr

Produktbeschreibung
لا تزال الثقافة هي المفهوم الأكثر غموضاً وإبهاماً في العالم عامة ولدى المسلمين خاصة بالرغم من أنه الأكثر شيوعاً واستخداماً وترديداً على ألسن العامة والخاصة ومن أجل ذلك رأينا أنه من المجدي والضروري معاً أن نفرغ في هذا المصنف للبحث في نشأة الظاهرة الثقافية وخصائصها وتطورها في كنف التكوين الاجتماعي البشري وعلاقتها بالظواهر الاجتماعية الإنسانية الأخرى .
وقد نزيد مفهوم الثقافة إيضاحاً إذا واصلنا البحث في علاقة الثقافة بأركان المجتمع الإنساني مثل القومية والأيديولوجيا والحضارة والثقافات الفرعية وتلك العلاقات توضح موقع الثقافة في المجتمع وتفاعلاتها وفي غمرة هذه التفاعلات يعن تساؤل مهم مفاده : هل تتطور الثقافة ! أي كيف تنشأ الثقافة وكيف تتطور ؟
ومن علاقة الثقافة بالظواهر الاجتماعية وتطورها في إطار هذه الظواهر ننطلق إلى الغوص في ما يعرف بالظواهر الثقافية ومن هذه الظواهر الثقافة القوية المسيطرة وظاهرة الثقافة المكافحة وظاهرة الثقافة الضعيفة وظاهرة الغزو الثقافي وظاهرة الصراع الثقافي وظاهرة استنبات الثقافة وظاهرة تشكيل الثقافة .
من فقه عموم الثقافة كظاهرة اجتماعية ننتقل إلى دراسة ثقافة الإسلام بدءً بمصادرها التي تجمع بين ثلاثة مصادر هي الإرث التاريخي والواقع الاجتماعي والعقل البشري وتكتنف المصادر الثلاثة علاقة جدلية اندماجية بديعة وفي الإسلام للمرجعيات الشرعية سيطرة وهيمنة مطلقة وهذا ما يميز ثقافة الإسلام على الثقافات الأخرى ولسوف يتضح هذا التميز أكثر في بقية المفردات .
لثقافة الإسلام كما للثقافات الأخرى منطقها الذي تستند إليه ويرتبط المنطق الثقافي الذي يعتبر مخ وعصب الثقافة في ثقافة الإسلام بالمرجعيات الشرعية أي النص المقدس وفي الثقافات الأخرى بالعقل والموروث ويتصل المنطق الثقافي عضوياً بالهوية الثقافية ويحددها بشكل قاطع وتتضافر في المنطق الثقافي الإسلامي ثلاثة مكونات هي الحتميات والمعطيات [الكونية ـ التاريخية ـ الاجتماعية] والعقل والمرجعيات الشرعية والأنساق القيمية الأخلاقية .
ومن مخ وعصب الثقافة ننتقل إلى جسد الثقافة وهو الكيان والبنية الهيكلية للثقافة وهو الطرح الثقافي وهو ذاته الهوية والخصوصية الثقافية ويتجسد الطرح الثقافي في الرؤية والوجهة والرأي والموقف والتفسير والتبرير الذي يعبر عن الجماعة البشرية ويعتبر من إفرازات عقلها الجمعي ويستند هذا الطرح بالتأكيد إلى المنطق الثقافي الذي يبرره ويؤكد صحته وصوابه وأمثليته وللطرح الثقافي الإسلامي مفهومه المميز وفواعله وبنيته لأنه هو ذاته الهوية الإسلامية .
وللطرح الثقافي آلية تخرجه إلى حيز الواقع ،وقد تتجسد هذه الآلية في التعابير اللسانية الصوتية أي اللغة وقد تتجسد في الإشارات والرموز مثل الإشارات المرئية والمسموعة ذات الدلالة أو الصوتيات ذات العمومية مثل الموسيقى ولقد تعددت آليات إخراج الطرح الثقافي الإسلامي بشكل غير مسبوق فبالإضافة إلى لغة المرجعيات الشرعية وهي اللغة العربية كانت هناك لغات الأعراق والعناصر التي انخرطت في الإسلام مثل الفارسية والتركية والأردية والبربرية وغيرها كثير .
وأخيراً ثمة المخرج الثقافي وهو الشكل والهيئة والصورة التي يخرج فيها الطرح ويتشكل ليُعرض على الناس وقد تعددت المخرجات وتنوعت مع التطور التقني الذي شهدته البشرية فقد بدأ بالمخطوط بكل أشكاله ثم الكتاب الورقي المطبوع آلياً ثم الوثائق المرئية والمسموعة ثم المسموعة المرئية ولا تزال أشكال المخرجات الثقافية تتطور وتستفيد الثقافات من هذا التطور بشكل كبير .
في هذا المصنف نتناول بالدرس والبحث والتحليل مفهوم الثقافة بشكل عام وخصوصية مفهوم ثقافة الإسلام بشكل خاص ثم نفصل مقومات ثقافة الإسلام وذلك من خلال الفصول الثمانية التالية :         
الفصل الأول : الظاهرة الثقافية .
الفصل الثاني : علاقة الثقافة بأركان المجتمع الإنساني .
الفصل الثالث : الظواهر الثقافية .
الفصل الرابع : مصادر ثقافة الإسلام .
الفصل الخامس : المنطق الثقافي الإسلامي والهوية الثقافية الإسلامية .
الفصل السادس : الطرح الثقافي ـ الهوية الثقافية [الرؤية ـ الوجهة ـ التفسير ـ الرأي ـ الموقف] .
الفصل السابع : آلية الإخراج والتعبير الثقافي الإسلامية .
الفصل الثامن : المخرج الثقافي الإسلامي .