يتحدّث العقّاد في هذا الكتاب عن تجربته في "سجن مصر العموميّ"، حيث قضى فيه تسعة أشهر، وفي هذه الصّفحات خلاصة ما رآه وأحسّ به حين كان ينظر إلى العالم من وراء تلك القيود، وإنّ العقّاد لا يريد لهذا الكتاب بأسلوبه السرديّ للأحداث أن يُقرأ على أنّه قصّة، بل يقصد فيه استعراضًا لعالم السّجن كما وجده وعايشه. والعقّاد هو عباس محمود العقاد؛ أديب، وشاعر، ومؤرّخ ، وفيلسوف مصريّ، كرّسَ حياته للأدب، كما أنّه صحفيٌّ له العديد من المقالات، وقد لمع نجمه في الأدب العربيّ الحديث، وبلغ مرتبةً رفيعة. ولد العقاد في محافظة أسوان سنة 1889، في أسرةٍ بسيطة الحال، فاكتفى بالتّعليم الابتدائيّ، ولكنّه لم يتوقّف عن سعيه الذّاتيّ للعلم والمعرفة، فقرأ الكثير من الكتب. وقد ألّف ما يزيد على مئة كتاب، وتُعدّ كتب العبقريّات من أشهر مؤلّفاته. توفّي سنة 1964، تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا زاخرًا.