لم تعدم مصر شعراءها وأدباءها على مر العصور، مع أن البعض يتوهم أن مصر لم أرضا للفنون والأدب في العصر الإسلامي بعد فتحها على يد عمرو بن العاص؛ فقد أهملت هذه الحقبة الأدبية وذابت ملامحها انشغالاً بأحداث التاريخ وصراعاته. ولكن يأتي هذا الكتاب ليعبر بنا سدود الظن ويعيد إلى الأذهان مكانة مصر كأحد أهم المراكز الثقافية الإسلامية في عهد ما بعد الفتح وما جرى خلاله من تحولات عقائدية وثقافية؛ فتحول غالبية المصريين من المسيحية إلى الإسلام، ومن اللغة القبطية إلى اللغة العربية؛ لم يكن بالأمر السهل عليهم، غير أنها ما لبثت أن تمت وتولدت في أثنائها إرهاصات لحياة أدبية زاخرة انطلقت من مصر الإسلامية.