يقدم سلامة موسي في هذا الكتاب إحدى الاجتهادات حول تجربة الحب العميقة رأسيا في ذات الإنسان، والممتدة أفقيا عبر التاريخ. ويتتبع هذا العمل المسار التاريخي لهذه التجربة الوجدانية في حياة الإنسان عبر تناولها من خلال شخصيات وأعلام تاريخية. يتمحور الكتاب حول قصص "الحب" في التاريخ سواء عند العرب او غير العرب، مفصّلاً ببضعة سطور حياة ونشأة كلا المحبين لمنح القاريء خلفية عن الشخصيات. تطرق الكاتب في البداية الى تشابه المحبين، رأي العرب ورأي الغرب في الحب، الأمر الذي أضاف للكتاب بعض الحيوية بين القصص التاريخية. كما يعرض الكتاب أيضاً مفاهيم مختلفة للحب عبر العصور. مقطع من الكتاب :" قال شهاب الدين النويري في "نهاية الأرب": أول ما يتجدد الاستحسان الشخصي، تحدث إرادة القرب منه ثم المودة ، ثم يقوى فيصير محبة، ثمَّ يصير هوىً ثمَّ يصير عشقاً ،ثمَّ يصير تتيماً، ثمَّ يزيد التَّتيم فيصير ولهاً. وأمّا سبب العشق، فهو مصادفة النفس ما يلائم طبعها، فتستحسنه وتميل إليه،وأكثر أسباب المصادفة النظر ، ولا يكون ذلك باللمح، بل بالتثبت في النظر ومعاودته بالنظر ،فإذا غاب االمحبوب عن العين طلبته النفس، ورامت التقّرب منه، وتمنت الاستمتاع به ،فيصير فكرها فيه وتصويرها إياه في الغيبة حاضراً، وشغلها كلّها به. "