كتابٌ يحوي مجموعةً من المقالات الأدبيّة والاجتماعيّة والتاريخيّة للكاتب والصّحفي والروائي الساخر مارون بن حنا، بن الخوري يوحنا عبّود، اختار هذه التّسمية لكتابه إشفاقًا على أحرار ذلك الزمن الذين اعتادوا التّقريع، في حين صار المرء يمشي بين الناس مرفوع الرأس رغم ما يقال في عدم نقاء سيرته، ويتحسّر مارون على زمن كان يشهّر فيه السّاقطين من أعين النّاس، فيركب المنبوذ حمارًا، ويُطاف به في شوارع المدينة في حفل مهيب، يمشي وراءَه صبيان الأزقّة، ويرمي عليه أصحاب الدّكاكين البيضَ والبندورة العفنة، وإن أحدث مقارنةً بسيطة فقد صار يُطلق على الكذّاب داهية، والدجال سياسيًّا، والوصولي ألمعيًّا. حيرةُ مارون في قلب المسمّيات وتصغير الأعمال الجادّة، وتساؤله حول فائدة الكتابة، جعلا عنوان كتابه (حبر على ورق)، وهو في ناظريه مجرّد حبر لإحياء ذكر مجهول غاب صيته وتقديره في طيّات الزّمن. وهذا العنوان الذي اختاره مارون يدل على تواضعٍ جم رغم علوّ شأنه الثقافي، وسموّ مقامه الفكري.