استمرَّ الرَّجل في حديثة : " يوجد دائمًا جبل آخر، يمثل تحديًا أكبر ومغامرة أخرى لا يمانع المرء في المجازفة بحياته من أجله". وبدأ صوته تقل قوته وحدق في يده ، وسادا المكان صمت هائل. تأكدت كاترين أنه نسى جمهوره لثانية أو ثانيتين ، أدخل يده في جيبه وتكلم ببطء وهو ينظر لشئ بعيد خارج الغرفة : " الرجال والنساء يرتكبون أخطاء ، والجبال لا تسامح ، العام الماضي أخذت أعز صديق لدي ، ثم نظر إلى كاترين التي نظرت إليه هي الأخرى وشعرت بالألم في عينيه ،أردف قائلا : " أفضل صديق ، وأفضل متسلق جبال ، أعظم شخص عرفته ، أنا أفتقده بالفعل". ابتعد الرجل عن الضوء المسلط عليه ، تعاطفت معه وأغلقت عينيها وشعرت بغصة في حلقها نتيجة مقاومتها البكاء. فتحت عينيها ولم تجده فقد جلس في مقعد وسط موجة من التصفيق، ثمَّ قامت امرأةٌ أمامها وهي تجفف دموعها فقالت كاترين في نفسها لست وحدي، لقد أثَّرَ في كلِّ النساء الحاضرات. كانت تـعلم منذ البداية أنّه لا يـحب أن تذهب لتراه في المستشفى لكنها مـنذ إن رأته في حفل العشاء الخيري ، لم تستطع ان تبعده عن ذهنها ، ولا عن أحلامها ، كانت متأكدة أنها تعرفه. والآن مـاذا ستـفعل ؟ لـقد استيقـظ بعد الحـادث مصــابًا بفقـدان مؤقت للذاكرة واعتقد أنّها خطيبته ، لماذا لم تخبره بالحقيقة ؟ وهي أنها مخطوبة ولكن لشخص آخر.