كانت ليزي دائمًا تراقب أختها التي تصغرها بثمانية أعوام والتي سببت تصرفاتها الكثير من الهموم منذ الإبحار وكان مالك الباخرة سيدفع للفتاتين علاوة .. وكانت السفن في ذلك العهد تعج بالمهاجرين من هذا النوع.. ((تحديد أجورنا ، أنت تتخيلين كثيرا )) قالت ليزي لأختها بعد ظهر يوم الأحد في ساعة فراغهما ((هناك وفرة من الأزواج ! لكنّها هي الجنة علي الأرض )) أجابتها جان بعيون مشرقة لم تكن الفتاتان قد ترددتا طويلا فمع نظام العلاوة هذا السفر مؤمنٌ للمهاجرين ويكفي أن يوفروا المال الضروري لتناول الطعام على متن الباخرة علي كل حال ماذا ستخسران ؟ فمنذ طفولتها و ليزي تعمل من الصباح حتى المساء دون أن تحصل على يوم إجازة وكانت في صغرها تساعد والدتها في ترقيع الملابس البالية لكي يربحوا ثلاثة فلسات يوميًا تساعدهن على البقاء علي قيد الحياة وعندما بلغت الخامسة من عمرها عملت في مصنع وفي سن العاشرة حالفها الحظ في أن تخدم في منزل عائلة غنية حيث بقيت حتى سن الرابعة والعشرين لكنَّ سوء حالتها الصحية دفعت برب عملها لأن ينقلها إلى أحد المآوي وهناك أمضت عدة أسابيع حتى شفيت من حمي قوية ثم عملت في قسم الغسيل في هذه المؤسسة... والآن على ظهر هذه الباخرة الكبيرة كيف ستحمي أختها من تحرشات جوناثان غراي وكيف سترفض عرضه عليهما بعملٍ مغري ومريح...