كان القدامى يقولون: لولا البقرة والإوزة والنحلة, ماكانت الحضارة الإنسانية! فقد كانوا يكتبون على جلد البقر وبريش الأوز ويستخدمون عسل النحل في الصمغ - أي أنها الكتابة! وفي إحدى مسابقات التلامذة في التليفزيون قال طالب بصوت خجول لم يسمعه أحد: من غير الكتاب لا نور ولا حضارة. ولأنه كان يرتدي منظارًا غليظًا. ولأنه قصير القامة. ولأنه مهذب متواضع في آخر الصف لم تلتفت إليه عين ولا أذن.. ولا كاميرا. وإذا كان أكثر الأطفال قد بهرهم التليفزيون, ومعهم حق, فالتلفزيون قبل أن يستوي أمامك كان في الكتاب نظريات وتجارب ومحاولات طويلة تتابع العلماء في استكمالها قبل وبعد ان أصبح ساحر الألوان والحلقات - إنها الكلمة المطبوعة في كتاب مصنوع من لب الشجر.. ففي البدء كانت الكلمة المطبوعة وفي النهاية أيضًا!