أحدهم عرض عليَّ مشكلة عاطفية غرامية أسهرت ليله، وعكَّرت صفو نهاره، قلت له: أريد أن أَتفق معك على برنامج تعاهدني على تنفيذه شهراً كاملاً. قال: أبشر، ما هذا البرنامج؟ قلت: أن تصلي كلَّ صلاة في وقتها، وأن تقول: سبحان الله وبحمده مائة مرَّة، وأن تقول: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه عشرات المرات على قدر ما تستطيع. نظر إلي الفتى نظرة استغراب؛ قال: ما علاقة هذا بمشكلتي الغرامية مع من أحب؟ أنا يا دكتور عاشق، والتي أعشقها من أسرة لا يمكن أن تسمح بزواجي منها، وما جئت إلا لأستعين بك بعد الله على هذه المشكلة، فما علاقة هذا بالصلاة في وقتها وبالتسبيح والاستغفار. قلت له: ألا تثق بي؟ قال: بلى. قلت: فأنا أطلب منك تنفيذ الاتفاق، وبعد شهر نجلس لنناقش مشكلتك الغرامية. سكت قليلاً وقال: موافق، قلت له: لا بد من التنفيذ بقناعة وصدق، قال: نعم. حينما التقيت به بعد شهر كان هادئ النفس، مطمئن القلب، مبتسم الثغر، قال لي: أنا عاجز عن الشكر يا دكتور. قلت له: أهلا بك، تعال لنناقش مشكلتك الغرامية. أقول: لن يستقر الإنسان نفسياً، وفكرياً، واجتماعياً، إلا إذا استقرَّ روحياً، ولا منبع للاستقرار الروحي غير الإيمان الراسخ بالله عز وجل، الإيمان الذي يجعل الإنسان عضواً فاعلاً في مجتمعه وأمته. الطريق إلى الاستقرار من أقرب الطرق إليك، وأيسرها عليك، فهيَّا إلى «الاستقرار» في واحته الجميلة. د. عبدالرحمن العشماوي