3,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

«هذا حديث أريد أن أُخلِصه للحق ما وَسِعني إخلاصه للحق وحده، وأن أتحرى فيه الصواب ما استطعتُ إلى تحرِّي الصواب سبيلًا، وأن أحمل نفسي فيه على الإنصاف لا أحيد عنه ولا أُمالِئ فيه حِزبًا من أحزاب المسلمين على حِزب، ولا أُشايع فيه فريقًا من الذين اختصموا في قضية عثمان دون فريق؛ فلستُ عثمانيَّ الهوى، ولستُ شيعةً لعَلِيٍّ، ولستُ أفكر في هذه القضية كما كان يفكر فيها الذين عاصروا عثمان واحتملوا معه ثقلها وجَنَوا معه أو بعده نتائجها. وأنا أريد أن أنظر إلى هذه القضية نظرة خالصة مجردة، لا تصدر عن عاطفة ولا هوى، ولا تتأثَّر بالإيمان ولا بالدين، وإنما هي نظرة المؤرخ الذي يُجرِّد نفسه تجريدًا كاملًا من…mehr

Produktbeschreibung
«هذا حديث أريد أن أُخلِصه للحق ما وَسِعني إخلاصه للحق وحده، وأن أتحرى فيه الصواب ما استطعتُ إلى تحرِّي الصواب سبيلًا، وأن أحمل نفسي فيه على الإنصاف لا أحيد عنه ولا أُمالِئ فيه حِزبًا من أحزاب المسلمين على حِزب، ولا أُشايع فيه فريقًا من الذين اختصموا في قضية عثمان دون فريق؛ فلستُ عثمانيَّ الهوى، ولستُ شيعةً لعَلِيٍّ، ولستُ أفكر في هذه القضية كما كان يفكر فيها الذين عاصروا عثمان واحتملوا معه ثقلها وجَنَوا معه أو بعده نتائجها. وأنا أريد أن أنظر إلى هذه القضية نظرة خالصة مجردة، لا تصدر عن عاطفة ولا هوى، ولا تتأثَّر بالإيمان ولا بالدين، وإنما هي نظرة المؤرخ الذي يُجرِّد نفسه تجريدًا كاملًا من النزعات والعواطف والأهواء، مهما تختلف مظاهرها ومصادرها وغاياتها.» هكذا يُقدِّم الدكتور طه حسين لحديثه حول إحدى أخطر القضايا في التاريخ الإسلامي وأكثرها حساسية.. ساعيًا في الجزء الأول منها لإبراز الأسباب الحقيقية وراء الفتنة التي أدَّت لمقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان.