أعلم كثيرًا من الناس سينكرون عليَّ هذه الترجمة، سينكرها بعضهم لأنها تُشيع التشاؤم، وتُسبغ على الحياة ألوانًا قاتمة، وما ينبغي أن نشيع التشاؤم في الشباب، ولا أن نصوِّر لهم الحياة إلا مشرقةً باسمة، ولكني مع ذلك لا أُشفق على الشباب من تشاؤم أبي العلاء؛ فالحياة أقوى وأنضر من تشاؤم المتشائمين. وما ينبغي أن تكون الحياة حلوة مسرفة في الحلاوة؛ فربما دعا ذلك إلى شيء، من الغَثَيَان والإسراف في الرضا والابتسام، قد يجعل الحياة فاترة خائرة قليلة الحظ من هذه الشدَّة التي تكوِّن الرجولة، وتخلق المروءة، وتجعل الشباب قادرين على أن يلقَوا المِحَن والخطوب بشيء من الجَلَد والشجاعة والصبر. طه حسين