القلق شعور غير سار بالتوجس والخوف والتوتر، مصحوب ببعض الاضطرابات الجسدية، وخاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، ويعتبره الكثيرون روح الحياة بالنسبة للإنسان، لأنه يعد بمثابة الطاقة المحركة للإنسان، فكلنا نعيش القلق، ولكن بدرجات متفاوتة وبظروف مختلفة، كما أن القلق باعتباره نوعا من الاستجابة الوجدانية لموقف معين يعتبر هو الحارس للحياة النفسية للإنسان. فإذا زاد عن حده الطبيعي، ووصل إلى الشكل المرضي، يصبح موقفا متطرفا لإحساس طبيعي. وينقسم القلق إلى نوعين : الأول هو القلق خارجي المنشأ، ويكون استجابة سوية للضغط من خارج الفرد، والثاني هو القلق داخلي المنشأ، والذي توجد دلائل كثيرة توحي بأنه مرض، وموضوع الكتاب هو النوع الثاني، وهو القلق الداخلي المرضي، وتتمثل أهم أعراضه في الخوف، والتوتر، والعصبية، والشعور بعدم الأمان، حتى مع وجود العائلة والأصدقاء، بينما تتمثل أبرز الأعراض السلوكية، في التجنب والانسحاب، وعادة ما نكون في قلق وتوتر وتوقعات واحتمالات سيئة، لدرجة أنه قد تأتي المناسبة، التي من المفترض الاستمتاع بها، ولكن لا نطمئن إلا بعد انقضائها.