"""التَّرَدُّدُ والتَّأمُّلُ استَغرَقَا الكَثيرَ من مُؤلِّفِ هذا الكِتابِ، هُنا قصَصٌ لا سِيَرٌ ذاتِيَّةٌ، وإنْ كان التَّمييزُ يَزدادُ صُعوبَةً بَينَهُما، بعدَ دُخولِ الشَّخصيِّ إلى المَتْنِ؛ فَصِرنا لا نَعرِفُ إنْ كُنَّا في حُلمٍ أَمْ عِلمٍ، نَقرَأُ صَحافَةً أَمْ أَدَبًا، نُرَبِّي ذَواتِنا أَمْ نُرَبِّي خَيالنا... بَينَ كُلِّ هَذِهِ الثُّنائِيَّات تَتَحرَّكُ عَوالِمُ أَربَعَةَ عَشرَ نَصًّا"". ""دونَ وَعيٍ مِنِّي حاذَيتُ حَذوَه وسِرتُ بِلا إِرادَةٍ في فَلَكِه، حيثُ نَشَرتُ كِتابي، لَم أُكَرِّرْ ذَلِكَ، بل طفقت أَكتُبُ، ثُمَّ مَحَوتُ كُلَّ المُسَوَّداتِ، مُقَلِّلًا من فُرَص النَّشرِ قَدرَ الإِمكانِ، أَو مُتعامِلًا مع ما أَكتُبُ كمادَّةٍ خامٍ تَحتاجُ لتَحرير. التَّحريرُ أَبَديٌّ، أُدَقِّقُ وأُراجِعُ، أتَهرَّبُ من النَّشرِ، مُرَبِّيًا حيواناتي المُتَخيَّلَة، طامِسًا إيَّاها، مُعيدًا تَشكيلَها من جَديدٍ، ماحِيًا آثارَها في كَثيرٍ من الأَحيانِ"". "