تعتبر الكوميديا الإلهية أروع قصيدة في الشعر الإيطالي قديمه وحديثه، ترجمت وما زالت تترجم إلى أهم لغات العالم. والكتاب الذي ترجمه الأستاذ أمين حسان موجز شامل لهذه الدرة الخالدة، ضمنه مؤلفه "وذربج" كثيرًا من قصص الجحيم والمطهر والفردوس التي تعبر عن فلسفة الشاعر، وتصور الحياة في عصره تصويرًا دقيقا. والكتاب يمتاز بوضوح الأسلوب وبراعة العرض، فهو لا يحرمنا، مع صغر حجمه، من معرفة أفكار دانتي الرئيسية التي تتلخص في أن الشاعر الإيطالي يتخذ من نفسه رمزًا للإنسان، فتراه يضرب في "وادي الحياة"، ويهيم على وجهه، يفكر في أمور دنياه، ويعجب من مجيئه إلى هذه الدنيا، ويحاول الخروج منها، ثم يدرك أنه لن ينجو من هذا الوادي المخيف، إلا إذا صعد الجبل المشرق حتى يبلغ السعادة النهائية. وبعد ذلك يتبين أن الطريق إليها محفوف بالمخاطر، وأن السير فيه يحتاج إلى مجهودٍ مضن ومقاومة عنيفة لصنوف الإغراء. فكان على دانتي أن يتحلى بالفضائل الحميدة، ويتخلى عن الرذائل البغيضة ويحكم العقل ليحقق لنفسه السعادة القصوى لذلك اتخذ من فرجیل مرشدًا يصاحبه في رحلته إلى الجحيم، لأنه كان يعتبره رمزًا للحكمة والمعرفة