المجتمع الدولي هو ملتقى التفاعلات الدولية وجماع السياسات الخارجية للدول وترتيباً على ذلك ابتكر أشخاصه ما يضبط سلوكاتهم ويرتب شئونهم وينظم علاقاتهم فكان القانون الدولي ثم ابتدعوا من التنظيم ما يسهر على تطبيق ذلك القانون ويرعى حرمته ويضمن له السيادة والاحترام فنشأ التنظيم الدولي ومن ثم المنظمات الدولية .
ويبدو مما تقدم أن القانون الدولي والتنظيم الدولي هما صنيعة أشخاص المجتمع الدولي وحصيلة جهودهم ومساعيهم ولا يُغفل جهد الكبار وتميزه بالنسبة لتكون القانون وتبلور التنظيم .
وإذا كان ما تقدم هو وضع القانون والتنظيم في المجتمع الدولي فماذا عن النظام الدولي ؟ هل هو كذلك محصلة جهود أعضاء المجتمع الدولي جميعهم ؟ أم أنه صنيعة كبار ذلك المجتمع وحكر عليهم وما أعضاء المجتمع إلا متفرجين ولا شأن لهم في خلق النظام وإيجاده ولكن ينصاعون لقواعده وضوابطه وتفاعلاته إن النظام الدولي هو رأس المجتمع الدولي وصنيعة كباره .
لقد استعرضنا الأبعاد المختلفة لكلٍ من الإستراتيجيتين العالميتين الأمريكية والسوفياتية في مؤلفين سابقين وتأكد من خلال الاستعراض كيف أن هاتين الإستراتيجيتين تتسمان بسمات خاصة ومميزة يمكن رصدها في الآتي :
أولاً : سمة العالمية والشمول : من الملاحظ أن كلاً من الإستراتيجيتين تتسمان بسمتي العالمية والشمول والعالمية تتمثل في انتشار كل منهما في جميع أنحاء العالم ولربما تجاوزته الى الفضاء الخارجي وقد سبق التنويه الى أن هذه السمة لا تميز إلا استراتيجيات القطبين الأعظم فقط دون سواهما ويفسر ذلك سيطرتيهما على النظام الدولي في شكل نظام الاستقطاب الثنائي .
أما الشمول فيعني أن إستراتيجية الأعظمين العالمية لا تقتصر على بعد واحد دون آخر أو ناحية دون أخرى بل هي تشمل كافة الأبعاد من سياسية واقتصادية وأيديولوجية وعسكرية وليس الأخير فقط كما يرى البعض وكان من نتائج ذلك أن العالم كله أصبح معنياً بشكل أو بآخر بالصراع أو الاتفاق الذي يحدث بين الإستراتيجيتين .
ثانياً : سمة الصراعية والتضاد : كذلك يلاحظ أن كل إستراتيجية موجهة ضد الإستراتيجية الأخرى تماماً وكأنما وجدت من أجل خوض الصراع مع الأخرى ومحــاولة الانتصار عليها وقد ترتب على هذه الصفة أن انقسم العالم الى قسمين حيث يقف كل قسم من القسمين وراء إحداهما ضد الأخرى .
ثالثاً : سمة العدوانية والرغبة في الهيمنة : ترتب على الصفة السابقة أن باتت كل إستراتيجية من إستراتيجيتي القطبين الأعظم عن قصد أو غير قصد في غمرة صراعها مع الإستراتيجية الأخرى تسلك سلوكاً عدوانياً وتنم عن رغبة أكيدة في السيطرة وتوسيع نطاق سيطرتها ونفوذها في العالم ومن ثم فكل إستراتيجية في نظر حلفائها وأصدقائها لا يمكنها أن تخفي الرغبة في السيطرة على هؤلاء الحلفاء والهيمنة على أولئك الأصدقاء وفي نظر معارضيها والإستراتيجية الأخرى المقابلة وكذا حلفائها فهي عدوانية .
رابعاً : سمة التناقض والتعارض الدائم : ترتب على كافة السمات السابقة أن صارت أوجه الخلاف والتناقض بين الإستراتيجيتين أمكن وأوسع بكثير من مواطن الاتفاق وإمكانيات التوافق .
ففرص الالتقاء غير واردة في حين أن توقع التصادم والتناطح هو النتيجة المنطقية لأي تحليل علمي لأبعاد الإستراتيجيتين .
إذا كان ما تقدم هو عن أهم سمات الإستراتيجيتين معاً فإننا ننصرف الى استخدام ما توصلنا إليه من نتائج خلال دراستنا لأبعاد الإستراتيجيتين في الوقوف على المحصلة النهائية للصراع بينهما والانطلاق من ذلك الى نظام القطب الأوحد الذي ساد بعد تحولات ومقدمات عديدة فنظام القطب الأوحد يتسم بخصوصية تجعل من المجدي والضروري معاً التعرض لماهية ذلك النظام ومقدماته بالدراسة ولمفرداته بالتحليل .
فلقد كان لنظام القطب الأوحد مقدمات وقعت متلاحقة أو متزامنة فتضافرت وتضامنت في إخراج ذلك النظام الى حيز الوجود .
أما عن مقومات النظام فقد جاءت عديدة وانتهت جميعها الى فرض النظام بوضعه الذي عايشه العالم وعاينه المجتمع الدولي منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن المنصرم .
في هذا المصنف نعكف على دراسة وتحليل نظام القطب الأوحد كنظام دولي عالمي تحكم في المجتمع الدولي وذلك من خلال الفصول الأربعة التالية :
الفصل الأول : المحصلة النهائية للصراع بين الإستراتيجيتين العالميتين للقطبين الأعظم .
الفصل الثاني :التحولات نحو نظام القطب الأوحد.
الفصل الثالث : مقدمات نظام القطب الأوحد .
الفصل الرابع : مقومات نظام القطب الأوحد .
ويبدو مما تقدم أن القانون الدولي والتنظيم الدولي هما صنيعة أشخاص المجتمع الدولي وحصيلة جهودهم ومساعيهم ولا يُغفل جهد الكبار وتميزه بالنسبة لتكون القانون وتبلور التنظيم .
وإذا كان ما تقدم هو وضع القانون والتنظيم في المجتمع الدولي فماذا عن النظام الدولي ؟ هل هو كذلك محصلة جهود أعضاء المجتمع الدولي جميعهم ؟ أم أنه صنيعة كبار ذلك المجتمع وحكر عليهم وما أعضاء المجتمع إلا متفرجين ولا شأن لهم في خلق النظام وإيجاده ولكن ينصاعون لقواعده وضوابطه وتفاعلاته إن النظام الدولي هو رأس المجتمع الدولي وصنيعة كباره .
لقد استعرضنا الأبعاد المختلفة لكلٍ من الإستراتيجيتين العالميتين الأمريكية والسوفياتية في مؤلفين سابقين وتأكد من خلال الاستعراض كيف أن هاتين الإستراتيجيتين تتسمان بسمات خاصة ومميزة يمكن رصدها في الآتي :
أولاً : سمة العالمية والشمول : من الملاحظ أن كلاً من الإستراتيجيتين تتسمان بسمتي العالمية والشمول والعالمية تتمثل في انتشار كل منهما في جميع أنحاء العالم ولربما تجاوزته الى الفضاء الخارجي وقد سبق التنويه الى أن هذه السمة لا تميز إلا استراتيجيات القطبين الأعظم فقط دون سواهما ويفسر ذلك سيطرتيهما على النظام الدولي في شكل نظام الاستقطاب الثنائي .
أما الشمول فيعني أن إستراتيجية الأعظمين العالمية لا تقتصر على بعد واحد دون آخر أو ناحية دون أخرى بل هي تشمل كافة الأبعاد من سياسية واقتصادية وأيديولوجية وعسكرية وليس الأخير فقط كما يرى البعض وكان من نتائج ذلك أن العالم كله أصبح معنياً بشكل أو بآخر بالصراع أو الاتفاق الذي يحدث بين الإستراتيجيتين .
ثانياً : سمة الصراعية والتضاد : كذلك يلاحظ أن كل إستراتيجية موجهة ضد الإستراتيجية الأخرى تماماً وكأنما وجدت من أجل خوض الصراع مع الأخرى ومحــاولة الانتصار عليها وقد ترتب على هذه الصفة أن انقسم العالم الى قسمين حيث يقف كل قسم من القسمين وراء إحداهما ضد الأخرى .
ثالثاً : سمة العدوانية والرغبة في الهيمنة : ترتب على الصفة السابقة أن باتت كل إستراتيجية من إستراتيجيتي القطبين الأعظم عن قصد أو غير قصد في غمرة صراعها مع الإستراتيجية الأخرى تسلك سلوكاً عدوانياً وتنم عن رغبة أكيدة في السيطرة وتوسيع نطاق سيطرتها ونفوذها في العالم ومن ثم فكل إستراتيجية في نظر حلفائها وأصدقائها لا يمكنها أن تخفي الرغبة في السيطرة على هؤلاء الحلفاء والهيمنة على أولئك الأصدقاء وفي نظر معارضيها والإستراتيجية الأخرى المقابلة وكذا حلفائها فهي عدوانية .
رابعاً : سمة التناقض والتعارض الدائم : ترتب على كافة السمات السابقة أن صارت أوجه الخلاف والتناقض بين الإستراتيجيتين أمكن وأوسع بكثير من مواطن الاتفاق وإمكانيات التوافق .
ففرص الالتقاء غير واردة في حين أن توقع التصادم والتناطح هو النتيجة المنطقية لأي تحليل علمي لأبعاد الإستراتيجيتين .
إذا كان ما تقدم هو عن أهم سمات الإستراتيجيتين معاً فإننا ننصرف الى استخدام ما توصلنا إليه من نتائج خلال دراستنا لأبعاد الإستراتيجيتين في الوقوف على المحصلة النهائية للصراع بينهما والانطلاق من ذلك الى نظام القطب الأوحد الذي ساد بعد تحولات ومقدمات عديدة فنظام القطب الأوحد يتسم بخصوصية تجعل من المجدي والضروري معاً التعرض لماهية ذلك النظام ومقدماته بالدراسة ولمفرداته بالتحليل .
فلقد كان لنظام القطب الأوحد مقدمات وقعت متلاحقة أو متزامنة فتضافرت وتضامنت في إخراج ذلك النظام الى حيز الوجود .
أما عن مقومات النظام فقد جاءت عديدة وانتهت جميعها الى فرض النظام بوضعه الذي عايشه العالم وعاينه المجتمع الدولي منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن المنصرم .
في هذا المصنف نعكف على دراسة وتحليل نظام القطب الأوحد كنظام دولي عالمي تحكم في المجتمع الدولي وذلك من خلال الفصول الأربعة التالية :
الفصل الأول : المحصلة النهائية للصراع بين الإستراتيجيتين العالميتين للقطبين الأعظم .
الفصل الثاني :التحولات نحو نظام القطب الأوحد.
الفصل الثالث : مقدمات نظام القطب الأوحد .
الفصل الرابع : مقومات نظام القطب الأوحد .