كعادَتِه يُقدِّمُ «جبران خليل جبران» عَمَلًا يُشبِهُ المَلْحمةَ الأَدبِيَّة، يَجمَعُ بَينَ الخَيالِ والفَلْسفة، والمُتْعةِ والتَّشْوِيق؛ فيَتخيَّلُ الكاتِبُ أنَّ لِلأَرْضِ ثَلاثةَ آلِهَة، يَدُورُ بَينَهُم حِوارٌ بِلُغةٍ شِعْريةٍ بَلِيغة، يَتحدَّثُونَ فِيهِ عَنِ الوُجُودِ الإِنْسانِي، والهَدفِ مِنَ الحَياة، والمَتاعِبِ الَّتِي يُعايِشُها الإِنْسانُ فِي مَراحِلِ حَياتِهِ المُخْتلِفة، بَدْءًا مِنَ الوِلَادة، مُرورًا بالطُّفولَةِ والشَّباب، وحتَّى الكُهُولةِ والوَفاة، والبَعْث، والخُلُود، والأَبَديَّةِ. ومِن خِلالِ أَحْداثِ الحِكايةِ المُغرِقةِ فِي الخَيَال، يَختلِفُ الآلِهةُ في وِجْهاتِ النَّظَر فيَحْتَدُّ الحِوَار، مُوضِّحًا التَّوَجُّهاتِ المُخْتلِفة، الَّتِي تَعكِسُ أَنْماطًا مُتعدِّدةً مِنَ الفَلْسفةِ الوُجُودِيَّة، فيَجِدُ القارِئُ بَينَ يدَيْهِ قِطْعةً فَنيَّةً أَدبِيَّةً مُتميِّزة