قصة "مجنون ليلي"، من أشهر قصص الحب العذري، التي صاغها أمير الشعراء أحمد شوقي على شكل مسرحية شعرية أبدع في نظمها وصياغتها، وهي أول مسرحية شعرية له، والتي استمدّ قصتها من التاريخ العربي، حيث حدثت فعلياً في العصر الأموي في نجد والحجاز، وعرض فيها مشاعر الحب السامية والعواطف النبيلة، لتعكس تلك المأساة التي عاشها مجنون ليلى وهُو "قيس بن الملوح"، في حبه العذري لمعشوقته "ليلى"، ليقدم لنا في خمسة فصولٍ تصوراً واضحاً عن عادات العرب القديمة، وكيف أنهم كانوا يمنعون العاشق عن مَعشوقته إن قال فيها شعراً وشهّر بها وأعلن هواه على الملأ، وتعدّ قصة "مجنون ليلى" من القصص التي تتفرد بالغزل العذري الذي لا يوجد في أي قصةٍ أخرى، إذ أن قصة قيس معَ مَعشوقته ليلى تعتبر ظاهرةً تدارسها الكثير من الأدباء والنقاد، وقد تطرق أحمد شوقي أيضاً إلى تلك الفترة التاريخية التي كان يعيش فيها مجنون ليلى بكل ما فيها من انعكاساتٍ اجتماعية وسياسية، حيث أضفى على مسرحيته هذه بعضاً ملامح عصره، حيث حاول من خلال أحداث مسرحيته التركيز على شخصية ليلى الفتاة البدوية التي تمسك بيد حبيبها "قيس"، وهذا فعلياً لم يكن موجوداً عند العرب، لكن أحمد شوقي أضاف الكثير من ملامح العصر الحديث لمسرحيتهِ.