"ما كان سيحتمل أن يعيشَ معوقًا على كرسي متحرك ". قال لوجان بهدوء وكأنّه يقرأ أفكار رينا. صحيح هذا الرجل المغامر المهووس بالسرعة الشغوف بالمخاطر والحركة لن يقبل أبداً أن يعيش كالميت بين الأحياء لقد قام بحركات بهلوانية عندما أصيب بالحادث وهبط مندفعًا ليمر فوق خطوط الكهرباء ذات التوتر العالي ومع أنّه أستطاع أن ينجح مرات عديدة ، فإنَّ الحادث كان حتمياًّ في ذلك اليوم.. وعندما تشاء الظروف أن تصعقنا بما لا نتوقع ننظر حولنا فجأة فإذا الحياه غيرها والمفاجأة الكبيره التي أذهلتنا لم تترك وراءها الّا هوة واسعه تشطر العالم نصفين.. عندما توفي تيري عقب تلك المحاولة الجريئة في الطيران كان عهد زوجته رينا وابنه داني إلى صديق طفولته وشريكه المخلص لوجان الذي لم يقصر في واجباته نحو أسرة صديقه بل تفانى في إخلاصه إلى حد يتجاوز مجال الصداقة، هذا ما جعل رينا تزداد ريبة في نواياه وتتصرف نحوه بعدوانية تتفاقم مع مرور الأيام وخصوصًا عندما أخذت تشعر بأنَّ عواطفها نحوه لم تعد محايدة تماما. ولكنّها في وفائها للماضي تحكم على شبابها بالإعدام والحرمان لا يحرم فريسة ضعيفة مثلها من يدري ربما كان مفتاح الخلاص يرقد تحت الحطام بانتظار يد تمتدُّ إلى قلبها المعذب ....