في " قلب لبنان " تحضر شخصية " أمين الريحاني " كتجربة شعورية أكثر صدقاً في عاطفتها وأكثر ابتعاداً عن التكلف ، فأمين الريحاني الأديب ، يستدعي الطبيعة إلى قلمه بعد أن جال في ربوعها ، أرضاً وجبلاً وبحراً وأنهاراً ، فكتب يصفها ، برفقة أصدقاء كان يسارع وإياهم ساعة الغروب إلى مقهى البحر ، جماعة مرحلة صالحة كما يصفها المؤلف ، أعدّ منها بشارة الخوري صاحب جريدة " البرق " وشبلي الملاط صاحب جريدة " الوطن " ويوسف ثابت ، وبترو باولي وكان أديب القبضايات فصار قبضاي الأدباء ، ومحي الدين الغازي الخياط ، الذي كان على تخوم الحرية ، وأمين تقي الدين الحامل علمها في ساعة السلامة ، وجميل معلوف وآخرون . يقول المؤلف : " ليس من أغراض هذا الكتاب ، وهو كتاب أسفارٍ ومشاهدات ، سردُ الأخبار الشخصية أو العائلية . ولكننا نحدثك ونحن سائرون بما فيه منها عبرة أو ذكرى ، ونروي من الحوادث التاريخية ، الخاصة والعامة ، مما لا يخلو من فائدة أو تفكهة ... " . بالإستناد إلى هذه العبارات ، يصوغ الريحاني ، رحلته متنقلاً بين ربوع لبنان ، فتحضر المناطق والأرياف اللبنانية ، في حركة حية تنبض بالحياة ، وصور جميلة تنسجم مع السياق وتساعد في إكمال معالم الرحلات ..