هو كتاب من تأليف أحمد أمين، يتناول فكرة المهدي، التي تقوم على مبدأ الخلاص، أنه سيظهر في آخر الزمان رجلٌ يحرّر النّاس من عبوديّة المادّة، وينشر العدل والسّلام، بعدما تكون قد اكتظّت بالظّلم والقهر والعدوان. وهي فكرةٌ ميتافيزيقيّة، تمتدّ جذورها عبر التاريخ، موجودة في مختلف الثّقافات، فالمصلح المنتظر، أو المهدي متواترٌ في أحاديث الأديان، وليس مرتبطًا بالإسلام وحده، فكرة الإصلاح قديمة بقدم الزّمان، فقد بشّرت الدّيانات التي سبقت الإسلام به، مع فارق التّسميات بين ديانةٍ وأخرى، لو لم تسمّه كلّها بالمهديّ، أو تسمّي دعوته الإصلاحيّة بالمهدويّة، كما لم تختلف فِرق اليهود والنّصارى حول وجود هذه الفكرة، كما اعتقدت أديانٌ أخرى بوجودها مثل الزّرادشتيّة، والبرهميّة. يتناول الكتاب التطوّرَ التّاريخي لهذه الفكرة في المنظومة الإسلاميّة، في بقعةٍ جغرافيّة تمتد من بلاد الأندلس، حتى بلاد الهند، فيستعرض الكاتب كيفيّة ظهور فكرة المهدي، واستمرارها عند الفاطميين والموحّدين والقرامطة، والقادميّة والبابيّة والسنوسيّة، ويختتم التطور التاريخي لهذه الفكرة بتناوله لثورة المهدي في السودان أواخر القرن التاسع عشر.