9,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

ليس سهلا على الباحث أن يوجز الخطوط الكبرى في حياة البحتري، ذلك أن الشاعر العباسي الكبير عاش ثمانين عاما، قضاها كلها في سفر دائب وتنقل مستمر، وسعي وراء الممدوحين وأعطياتهم، في كل بقعة من أرجاء الأمبراطورية العباسية المترامية الأطراف، برّها وبحرها، وهو القائل: ولقد ركبت البحر في أمواجه / وركبت هول الليل في بياس ، وقطعت أطوال البلاد وعرضها / ما بين سندان وبين سجاس. ولم يكن البحتري يعرف اليأس أو الملل أو التعب، فهو يسهر الليل في صياغة فنه ليبيعه في نهاره بالمال الوفير، ينشده في قصور الخلفاء والوزراء، وفي مجالس الأمراء والولاة والعمال، وفي دواوين الكتاب ومحافل الشعراء، وهو يملأ جيبه بالمال حتى…mehr

Produktbeschreibung
ليس سهلا على الباحث أن يوجز الخطوط الكبرى في حياة البحتري، ذلك أن الشاعر العباسي الكبير عاش ثمانين عاما، قضاها كلها في سفر دائب وتنقل مستمر، وسعي وراء الممدوحين وأعطياتهم، في كل بقعة من أرجاء الأمبراطورية العباسية المترامية الأطراف، برّها وبحرها، وهو القائل: ولقد ركبت البحر في أمواجه / وركبت هول الليل في بياس ، وقطعت أطوال البلاد وعرضها / ما بين سندان وبين سجاس. ولم يكن البحتري يعرف اليأس أو الملل أو التعب، فهو يسهر الليل في صياغة فنه ليبيعه في نهاره بالمال الوفير، ينشده في قصور الخلفاء والوزراء، وفي مجالس الأمراء والولاة والعمال، وفي دواوين الكتاب ومحافل الشعراء، وهو يملأ جيبه بالمال حتى يكتنز. ويجدر الإشارة أن الصولي هو أوثق المصادر عن البحتري، ذلك أنه عاصره، عرفه وسمع منه وقرأ عليه، وعاش في بغداد، في المواطن التي كان يرتادها البحتري، وصحب الناس الذين كان البحتري يختلف اليهم. ويجعله بذلك قادرا أن يكون مصدر مناسب.