يستكمل محمد حسين هيكل سلسلة دراساته حول التاريخ الإسلامي، التي بدأها ﺑ (حياة محمد) و(الصديق أبو بكر)؛ حيث ينتقل المؤلف في كتابه (الفاروق عمر) لمناقشة حياة هذه الشخصية التاريخية البارزة أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقّب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق وقد كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا و اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل. يناقش الكتاب حياة عمر وتفاصيلها وذلك منذ ما قبل دخوله إلى الإسلام حتى توليه الخلافة عقب وفاة أبي بكر الصديق ،وما شهدته الخلافة الإسلامية على يد عمر بن الخطاب من الإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحققت خلال عشر سنوات فقط من فترة حكمه، حيث شهدت البلاد استقرارًا داخليًّا، وتوسعًا خارجيًّا شمل الشام والعراق وفارس ومصر، كذلك امتدت الإمبراطورية حتى حدود الصين من الشرق، وإفريقيا من الغرب، وبحر قزوين من الشمال، والسودان من الجنوب.