كأن للبؤس شجرة تضرب بجذورها في أرواحنا، تتغذى على أيامنا، وتمتص حيويتنا وآمالنا، ثم تطرح ثمارا من حسك وشوك نلوكها مرغمين، فلا مفر من قدرنا المرسوم. والرواية التي بين يديك هي حكاية فتاة ريفية بائسة لم ترفق بها الحياة، فزادتها آلاما على آلام؛ فالرجل الذي تزوجها فعل ذلك مضطراً إكراماً لوصية والده الشيخ لا حباً وكرامة، فكيف (بالله) يقبل أحد أن يقترن بفقيرة دميمة مثلها؟! فيحيا معها على كره ومضض، ويزيد من عذابها سوء المعاملة التي تصبها حماتها عليها طوال الوقت، ثم تنجب بنات لسن بأحسن حالاً من أمهن، فقد ورثن بؤسها، فلا يجدن الراحة إلا في ضمة قبر.