بدا مطار لندن رتيب الحركة ،كئيباً ،بعد أضواء كوالالمبور وتلونها والحياة المتدفقة فيها ، أبنيته يغشاها رذاذ مطر خفيف . وبدا للمتأمل أنّه يفتقد ذلك النمط الإستوائي الذي يطبع الحياة في كوالالمبور ، حتّى تلك النظرات المشتاقة المعذبة لمسافر عائدٍ بين زحمة الناس المندفعة للقاء أقارب وأصدقاء ،وبدا المكان بارداً ، غريباً بمقدار ما بدت ماليزيا لستة أعوام خلت قريبةً ودافئة. هكذا تراءى لجولي وهي في اكتئابٍ ,تضمُّ كتفيها الهزيلتين تحت معطف ناعم ذي لون يحاكي لون رمال الشاطىء كانت اشترته بناءً على نصيحة صديقتها باربرة لترتديه خلال رحلة العودة الى الوطن. وها هي الآن ثانية في إنكلترا وكان عليها أن تتقبل بوسيلةٍ أو بأخرى حقيقةَ كون منزلها المتواضع في مدينة راتون لم يعد مأواها الذي كان ، وأن تتكيف مع المستجدّات والمتغيّرات الطارئة كي لا يكون لها وقع أليم في نفس ابنتها أيما". "أرجوحة المصير "هي واحدة من سلسلة روايات عبير الرومانسية العالمية المنتقاة بعناية شديدة و التي تزخر بحمولة عاطفية عالية و تلتهب خلالها المشاعر المتناقضة مثل الحب و الكراهية و الغضب و الحلم و المغفرة و الانتقام ، كل ذلك بأسلوب شيق و ممتع يرحل بالقارئ الى عوالم الحس و الشعور و العاطفة ، فيبحر به في أعماق المشاعر الانسانية المقدسة و الراقية التي عرفها الانسان في مختلف العصور و الأزمان. تأخذنا هذه الرواية في رحلةِ عذابٍ تمرُّ بها "جولي" بعد أن فقدت زوجها الذي كانَ ملاذها وحبَّ حياتها،وعادت مع ابنتها لتستقرَّ في لندن ،لتصطدمَ هناك ب "روبرت" شقيق زوجها الذي يبدأ بتحريك مصيرها كيفما شاء.