تحكي القصة حكاية ملك من أعظم ملوك الأندلس، وهو «المعتمد بن عباد» ملك إشبيلية، ذلك الملك الذي حكم بلاده بالحزم والقوة والذكاء، ومَلَكَ قلوب الأندلسيين بلينه ورفقه. ومرجع الحكاية أن الإنسان إذا لم يُلجِم شهوات النفس بنظرات العقل، كان كمن يبيعُ شرف المُلْك في سوق الكساد؛ وهذا ما فعله المعتمد، فقد أضاع المُلك بكأسٍ من خمرٍ، وبنظرةٍ إلى غانيةٍ حسناء، وسلّم الأندلس إلى ابنه الرشيد، ووَثَقَ ببطانته ثقة تخلو من الحذر، فضللوه وأضاعوه، وأذهبوا ملكه. فكان الملِك الذي مَلَكَ الخَافِقَيْنِ – المشرق والمغرب – ومَلَكَ القلوب بسحر شِعره، وأضاع المُلك في سبيل لذةٍ يرويها كأس من خمر، ومات غريبًا أسيرًا مكبلًا في أغلاله. ومما نلاحظه هنا أنّ النكهة الشعريّة العربيّة زيّنت جوانب الرواية، وكان محموداً إدخال الكاتب للآثار الأدبية العربيّة، أّما جودة انتقاء الأشعار فقد كانت تتفاضل بين الشعر العالي وذلك الأكثر طلاوة وتحريكاً للعواطف.. وقد جمع الكاتب لفيفاً من الأخبار التاريخيّة المتصلة بشخصياته، واجتهد في ترتيبها بقلمه الفصيح وتحريكها على ما يتطلبه سيرالأحداث.