سلسلةُ مقالاتٍ نقديّة، كتبها إبراهيم المازني في شعر حافظ إبراهيم، وضمّنها كتابه هذا، الذي تناول قضّية الشاعريّة لدى حافظ نقدًا وتحليلًا، وتطرّق إلى مكنوناتٍ ارتكز عليها في أشعاره، ثمّ تعرَّض إلى عددٍ من سرقاته الشعريّة. يعدّ هذا الكتاب وثيقةً قيّمةً من وثائق النّقد الأدبي التي تحتلّ مرتبة مهمةً أفرزها التّاريخ؛ فهو يمثّل مرحلةً متقدمة من حلقات النقد الأدبي الحديث. اشتمل الكتاب على عدّة مفاصل في النّقد، منها عرضه للآراء التي سيقت في شعر حافظ من ناحية بنيته اللغويّة والأسلوبيّة، والمآخذ التي أُخِذَتْ عليه،. خصَّ بالذكر قضيّة المذهب القديم والمذهب الجديد، ورأى أنَّ السبيل الحقيقي لإثبات هذه القضيّة يتمثّل في عرض موازنة بين شاعرٍ مطبوعٍ مثل شكري، وشاعرٍ مصنوع مثل حافظ، وكشفت موازنته عن خصائص المذهبين، انطلاقًا من المذهب الشّعري لكلٍ منهما. ومَنْ يطّلع على الكتاب يجد أنَّه جاء مسجّلًا لحركة النقد الأدبي التي واكبت زمن حافظ،و أنّ المازني لم يكن متحاملًا عليه، كما استقرَّ في وجدان البعض.