قام عالم الفيزياء الكبير علي مصطفى مشرفة بتأليف كتابه«نحن والعلم»، يتناول فيه التأليفَ العلمي والثّقافة العلميّة وما يجب نحوهما، كما تحدّث في توجيه الرأي العام توجيهًا علميًّا مبنيًا على أسس المنطق والعلم. يشير الكتاب إلى تغيّر موقف المجتمع تجاه العلم، فالدولة الحديثة قد صارت تعتمد على العلم في كل مرافقها، بل إنها لتعتمد عليه في الدفاع عن كيانها ووجودها، ولم يعد يكفي أن يبقى العلم معزولًا عن المجتمع،وقد كان العلماء يعتمدون على المساعدات الماليّة التي يقدمها لهم أولوا الفضل من الملوك والأمراء والمحسنين، كما أنه لم يعد من المعقول أن تدبّر الجامعات والهيئات العلميّة أموالها من الهبات والصدقات. و قد عرف المجتمع الحديث حاجته الملحّة، فصار لزامًا عليه أن يتعهّد العلم وأن يحميه وأن ينفق عليه، ويرصد للجامعات من ميزانيّة الدولة ما يسمح لها بالنهوض بمهمتّها والمضي ًفي تحقيق رسالتها، والمجامع والهيئات العلمية الأخرى يجب أن تُمكَّن من إقامة أبحاثها، والقيام بواجبها دون اعتماد على المعونات.