"كانا يجلسان على أرض الكابينة المائلة ويسندان ظهريهما إلى الجدار المحطم، فبدت جلستهما وكأنها نوع من الاسترخاء لم يقصدا إليه .. غير أن مُندي ما إن فاه بما فاه به حتى استرخت زغدانة فعلًا، وأسندت رأسها للجدار، وأطلقت من عينيها الخضرواين تلك النظرة المشعة التي تعوّد مثندي -منذ أن أطلقتها عليه لأول مرة- أن يُصاب بنوع غريب من الخدر يحول ثورته إلى استسلام وغضبه إلى طوفان من الحنين كان يتفجر من أعماقه لا إرداة منه.."