يقدم الغيطاني في "هاتف المغيب" تجربة خصبة/ تدرب لها خياله طويلًا بمعايشة مستمرة لألف ليلة وليلة وكتب غرائب المخلوقات، مما يجعله يتجلى كوريث حقيقي لثروة كبرى من الفانتازيا البشرية عامة، والمصرية بصفة خاصة. إن الملمح البارز في هذه الفانتازيا، يتمثل في أريج مصر الفرعونية الذي يفوح منها، فلا نحسب أن هناك شعبا من شعوب الأرض، قد أمضى -ولا يزال- آلاف الأعوام في ممارسة علميات تحويل البشر إلى آلهة مثلما فعل الشعب المصري. مما يضعنا عند منطقة جديدة من الفانتاويا السياسية التي تتجلي في "هاتف المغيب" وتمثل موروثًا مصريًا حميميًا ينحدر إلى جمال الغيطاني من اغواره اللاشعورية العميقة..