أدرك الداهية السياسي محمد علي باشا أنَّ أي تهديد لمنابع النيل في أفريقيا يعني تهديدًا لوجود مصر ذاتها، خاصةً مع تزايد الأطماع الدولية في تلك الأراضي. لذلك، جرد حملة عسكرية لفتح تلك المناطق وضمها إلى مصر، وأدخل المدنية والقانون إلى تلك المناطق، مما جعل الأملاك المصرية تمتد حتى خط الاستواء. لكن مع احتلال إنجلترا لمصر عام 1882م واندلاع الثورة المهدوية، بدأت مصر تفقد سيطرتها على السودان. وساء الوضع بسبب الأسلوب الخاطئ الذي اتبعته إنجلترا في إدارة الأزمة، وكادت مصر تفقد السودان بأكمله. وبعد عدة معارك، استقر الوضع لتبدأ صراعات جديدة بين مصر صاحبة الحق وإنجلترا التي ادعت أحقيتها بحكم السودان. هذا الكتاب يرصد تفاصيل هذا الصراع ويفند المزاعم الإنجليزية، موجهاً رسالته إلى الرأي العام البريطاني بشكل دقيق ومثير.