تتمتع الأساطير السومرية ببكورية نادرة تفتقر لها أغلب أساطير العالم فهي الأساطير الأولى التي عرفها الإنسان وشكلت جوهر ديانته الأولى ولذلك كانت مصادرها أصيلة تمكن في جوهرين فريدين هما طبيعة وادي الرافدين النهرية الخصيبة والثقافة الزراعية التي نضجت في نهايات عصور ما قبل التاريخ في وادي الرافدين. كانت الطبيعة المصدر الحي الأول لنشوء الأساطير السومرية ويمكننا أن نجد صدى الطبيعة وقوانينها وحركتها وتغيراتها في كل الأساطير السومرية حيث نسج الخيال السومري صوراً عن الآلهة التي تسيطر وتحرك كل مظاهر وأشكال الطبيعة، وكان يشغله بالدرجة الأساس الصراع بين الماء والهواء، وقد تمتعت حركة الكواكب ومواقع النجوم صدارة في هذا الشأن لأنها جزء من طبيعة السماء ولهذا اصبح لكل الأفلاك والنجوم آلهة وبعضها تمتع بأسطورة أو أكثر. أما الثقافة الزراعية التي نضجت في وادي الرافدين فقد تضمنت كل التطورات النوعية في ابتكار وعبادة الآلهة ورمزها لثقافات العصرين الحجري الحديث والحجري النحاسي.