تُعد هذه الرواية القصيرة من الكلاسيكيات الروسية المهمة المكتوبة عن فترة التطهير التي مات ضحيتها ملايين الروس. ترصد الرواية في الأساس تأثير الكذب على المجتمعات. قالت الكاتبة إنها أرادت أن تُبين كيف يمكن تسميم شعب بأكمله بالأكاذيب مثلما يمكن أن تتعرض قوات عسكرية للتسمم بالغاز. تناولت الرواية جوانب نفسية عميقة تشكلت في نموذج الأم، لتُبين كيف يمكن للدعايا الأيدولوجية حين تحيط المجتمع كاملًا أن تزرع الهلع في نفوس الناس فتشوه أقوى المشاعر الفطرية متمثلة في مشاعر الأم. تقدم لنا الكاتبة عبر بطلتها الروائية نموذجًا مخيفًا للمواطن السوفييتي في تلك الحقبة، كاشفة للصراعات النفسية التي ينخرط فيها حين تصدمه الأيدولوجيا التي تبناها بل عبدها؛ فإذا بها تختطف منه أسرته في مشاهد لا تصدقها عين.ليديا تشوكوفسكايا (1907 – 1996) شاعرة وروائية روسية وكاتبة مذكرات أُعدم زوجها في حملة التطهير، وأفلتت بصعوبة من المصير ذاته.