6,49 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

لا تستدعي دراسة مؤلفات مؤرخ من المؤرخين أن نقص حتمًا سيرة حياته تفصيلاً، ولا أن نمعن التأمل طويلاً في تفاصيلها. وإذا ما كان المؤرخ قد كتب تاريخاً إخبارياً أو حولياً، وإذا ما اقتصر على سرد الأحداث كما تقول بها الروايات الإقليمية أو المحلية، أو إذا ما درس وجمع وثائق عصر ما ليجعل منها قصة كاملة، فإنه لا يكون لتقلبات حياته سوى أهمية سندية . وتلك حال ابن خلدون إذا لم ننظر إلا إلى الجزء التاريخي الخالص من مؤلفاته، وهو جزء يُعد وحده مفخرة باهرة، فلولا ما كتب ابن خلدون في التاريخ لجهلنا اليوم ما كان عليه تاريخ أفريقيا الشمالية منذ الفتح الإسلامي حتى القرن الرابع عشر. وكل من شاء أن يوجد استمرارًا بين…mehr

Produktbeschreibung
لا تستدعي دراسة مؤلفات مؤرخ من المؤرخين أن نقص حتمًا سيرة حياته تفصيلاً، ولا أن نمعن التأمل طويلاً في تفاصيلها. وإذا ما كان المؤرخ قد كتب تاريخاً إخبارياً أو حولياً، وإذا ما اقتصر على سرد الأحداث كما تقول بها الروايات الإقليمية أو المحلية، أو إذا ما درس وجمع وثائق عصر ما ليجعل منها قصة كاملة، فإنه لا يكون لتقلبات حياته سوى أهمية سندية . وتلك حال ابن خلدون إذا لم ننظر إلا إلى الجزء التاريخي الخالص من مؤلفاته، وهو جزء يُعد وحده مفخرة باهرة، فلولا ما كتب ابن خلدون في التاريخ لجهلنا اليوم ما كان عليه تاريخ أفريقيا الشمالية منذ الفتح الإسلامي حتى القرن الرابع عشر. وكل من شاء أن يوجد استمرارًا بين نهاية الإمبراطورية الرومانية، أي بين العصر البيزنطي والعصور الحديثة، كل من شاء أن يفعل ذلك فسيعتمد لا محالة - لولا ابن خلدون - على الافتراضات. ولولا ابن خلدون لما كانت لدينا العناصر اللازمة لتكوين فكرة صحيحة إلى حد ما عما كانت عليه أفريقيا الشمالية خلال الفترة الوحيدة التي انعزلت فيها إذ لم تعد لها غير صلات نظرية مع شعوب أخرى .