ما الحياة إلا دمعة وابتسامة، يكتشف غمارها الانسان مهما بلغ حاله، يرى جبران في كتابه هذا أن الشخص البائس هو من يسعى للضحكات فقط، والحكيم من يدرك أن تناوب المسرات والأحزان من سنن الحياة ونواميسها. إن أهمية قراءة كتاب مثل "دمعة وابتسامة" بالنسبة للأجيال الجديدة تكمن في إيقاف المد اللاهث للحياة السريعة، والدعوة إلى التوقف للحظات للتأمل في جمل مكتوبة بشفافية وصدق، تدعو الإنسان للنظر إلى الطبيعة والحياة من حوله وابصار ما فيها من جمال، وتدعوه أيضا لرؤية داخله، ومعرفة الأيام والحياة القصيرة التي تمضي لاهثة. يقول جبران في بداية هذا الكتاب الشفيف والمؤثر:"أنا لا أبدِّل أحزان قلبي بأفراح الناس، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصير ضحكًا، أتمنَّى أن تبقى حياتي دمعة وابتسامة، دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها، وابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي".