الغيرة عاطفة موجودة في نفوس الناس جميعاً، بغض النظر عن مستواهم الذهني والثقافي، إلا أنها تزداد تمكنًا منهم، وتسلطًا عليهم، حتىأنها قد تبلغ مرحلة الشك، كلما كانوا أقرب إلى الفطرة، حيث أنها تنحدر من غرائز غاشمة، وأفكار بدائية، وتقاليد محافظة، ونزعات رجعية، لم يهذبها التثقف وتصقلها الحضارة. والغيور يشبه البخيل في عدة عوامل نفسية مثل الحرص، الترقب، والتجسس، فإذا كان البخيل يحرص على ماله، ولا يستمتع به، فالغيور يود أن يستمتع مطمئناً بمن يحب، ولكن القلق يمنعه، والخوف يعذبه، وتصور احتمال الخيانة يقض مضجعه. ويوضح الكاتب في فصول كتابه الخمسة مفهوم الغيرة، وطبيعتها ومباعثها عند الرجل والمرأة، مستعرضًا حالات من الغيرة الشائعة، وحالات أخرى من الغيرة الشاذة، ليتلمس القارئ منها عواقب الأمر، وفي النهاية يقدم توجيهات في هذا الشأن.