العقل والدين بقلم وليم جيمس ... فليس هناك من شك في أن اليقين والأدلة الموضوعية مُثُل عُليا طيبة، ولكن على أي ضوء وفي أي مكان خيالي نجدها؟ لذلك ارتضيت، فيما يتعلق بنظرية المعرفة، المذهب التجريبي، وآمنت بنظرية عملية، وهي أنه يجب علينا أن نسير في تجاربنا ونمضي في تفكيرنا حول هذه التجارب، لأن أفكارنا وآراءنا لا تتطور وتتدرج نحو الكمال إلا بهذا السبيل، ولكن أن تصر على أن نظرية من تلك النظريات -أي نظرية كانت- حق لا يقبل الإبطال أو الشك، فذلك، على ما أعتقد، خطأ عظيم؛ وإني أعتقد أن تاريخ الفلسفة يناصرني في هذا الرأي. فليس هناك من اليقين الذي لا يعتريه الشك إلا حقيقة واحدة، وهي تلك الحقيقة التي لم تقدر فلسفة الشك نفسها أن تهدمها؛ ألا وهي وجود ظاهرة الشعور