هيَّأ الله سبحانه وتعالى لمؤلف هذا الكتاب دراسة الطيران من وجهاته العلمية والعملية. وقد بدأ الدراسة النظرية في جامعة برستل عام ١٩١٨، ثم واصلها مع الدراسة الهندسية العملية في جامعة لندن عام ١٩٢١، وقضى فترة التمرين العملي في أكبر مستودعات إنجلترا للتصليح والتوريد ، ثم سنحتْ له فُرص عدة للوقوف على المجهودات التي تبذلها إنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا في سبيل ترقية الطيران وتنظيمه، في ذلك الوقت، فقام بزيارة المعاهد والمدارس والمصانع والمعامل وأسلحة الطيران الحربية ومحطات النقل التجاري الهوائي. ولمَّا كانت كل مجهودات الطيران في العالم حديثة، وما تنشره عنها الصحف والمجلات من آنٍ لآخر لا يكفي لتفهيمها للرأي العام بشكلٍ جليٍّ، وإعطاء المتعلِّم فكرةً صحيحة واضحة عن الأجناس المختلفة لهذه الآلات التي تسبح في الهواء، وعن أجزائها الرئيسية ونظرية عملها، وليس أمام القارئ كتب عربية يرجع إليها إذا أراد؛ لذلك شعر المؤلف بأن الواجبَ يقضي عليّه بأن يبذُل جهده في سبيل مساعدة المتعلم الراغب في تحصيلِ شيء من المعلوماتِ الصحيحة الواضحة عن هذا الفن الجديد.