«كل ما في الوجود، وكل معنى في الحياة، وكل سرّ في النفس، قدر صار قبيحًا رهيبًا هائلًا، فالنور المعنوي الذي أراني جمال وبهجة الكائنات قد انقلب نارًا تحرق كبدي بلهيبها، وتستر نفسي بدخانها. والنغمة التي كانت تضم إليها أصوات المخلوقات وتجعلها نشيدًا علويّا، قد استحالت في تلك الساعة إلى ضجيج أروع من زمجرة الأسد، وأعمق من صراخ الهاوية. بلغت غرفتي، وارتميت على فراشي كطائر رماه الصياد فسقط بين السِّياج والسَّهم في قلبه، وظلت عاقلتي تراوح بين يقظة مخيفة ونوم مزعج، وروحي في داخلي تردِّد في الحالتين كلمات سلمى: أشفق يارب، وشدِّد جميع الأجنحة المتكسرة».