تعد الأساطير من أكثر أدبيات التراث الإنساني انتشارًا واستمرارًا عبر التاريخ ولعلها من أكثرها إلهامًا للشعوب والمجتمعات وبخاصة القديمة منها، فإننا لا نجد مجتمعًا من المجتمعات القديمة إلا ويزخر تراثه الشفهي والمكتوب بعدد وفير من الأساطير. في هذا الكتاب يقدم مؤلفه -قدري قلعجي- تسع قصص تاريخية، لتسعة مجتمعات وحضارات مختلفة، بعضها أساطير وبعضها قصص أدبية أو قصص أطفال والبعض الأخير حكايات خرافية وأطلق عليها جميعًا أساطير. غير أنه أعاد صياغتها بلغة معاصرة وسهلة، حتى لا تكون مجرد ترجمة لهذه القصص القديمة. وقد شرح المحقق الأسطورة من خلال المداخل اللغوية والفلسفية والنفسية والتاريخية، وغيرها من المداخل التي تساعدنا على فهم وتعريف الأسطورة، والفرق بينها وبين الحكاية الشعبية والقصص الأدبي. كما اهتم بتعريف ثقافة الحضارات والمجتمعات صاحبة تلك الأساطير؛ فالأساطير ليست نتاج خيال فردي أو حكمة شخص بعينه، بل هي ظاهرة جمعية تعبر عن أفكار الجماعة وتأملاتها وحكمتها وخلاصة ثقافتها. وقدري قلعجي هو صحفي وكاتب ومفكر، ولد بسوريا عام 7191، وتوفي عام 6891، عمل صحفيًا في لبنان، ورأس مكتب "دار الهلال" المصرية. من أهم أعماله "أبو ذر الغفاري"، "إبراهيم لنكولن"، والكتاب الذي بين أيدينا وقد صدر عام 1491.