مَن منَّا لا يسمع أصواتًا بداخله؟ أصواتًا تتحول في كثيرٍ من الأحيان إلى شخوصٍ تحاورنا ونحاورها، نُحسن إخفاءها فتكون أسرارًا لا نقوى على إعلانها، وحين نقدر على التحدُّث بما يجول في داخلنا، تتكاثر علينا الموانع، ثم لا تلبث أن تجيء اللحظة التي لا نستطيع معها كتمانًا، أو ربما نجد الأشخاص الذين نرجو منهم استماعًا غير مشروط. حينئذٍ تتكامل الأصوات لتصبح، إن قُدِّر لها، صوتًا واحدًا؛ لذلك لم يكن غريبًا أن تتناوب على «ناعومي» أصوات «نعيمة» و«نعمت» و«نوني»، وإن خفتت الأصوات، أو حاولت هي إسكاتها. في هذه الرواية، يأخذنا هشام الخشن في رحلةٍ عبر تعقيدات النفس البشـرية، لتخوض البطلة صراعاتها الحياتية من منطقةٍ تختلط فيها الأصوات وتتحوَّل إلى شخوصٍ لها ملامح وأفكار متباينة، لكنها في النهاية تسعى إلى أن تصل لمستقبل بلا صدمات جديدة.