عَزيزي القارِئ.. إذا لَم تَكُن قد قَرَأتَ أَيَّ شَيءٍ عَن أَيتامِ بودلير من قَبلُ، إِذًا -وقَبلَ أَنْ تَقرَأَ كِلمَةً أُخرى- اعلمْ أَنَّ ڤايوليت وكلاوس وصاني ليِّنو القَلب، حاضِرُو البَديهَةِ، لَكِنَّ حياتَهُم -يُؤسِفُني القَولُ- مَليئَةٌ بِسوءِ الحَظِّ والبُؤسِ، كُلُّ حِكاياتِ هَؤلاءِ الأَيتامِ الثَّلاثَةِ حَزينَةٌ وبائِسَة، وهَذِهِ الَّتي بَينَ يَدَيكَ الآنَ هِيَ الأَسوَأُ بَينها على الإطلاق. إذا لم تَكُن قادِرًا على احتِمالِ حِكايَةٍ عَن إعصارٍ، وجِهازِ إرسالٍ، وعَلَقاتٍ جائِعَةٍ، وحِساءِ الخِيارِ البارِدِ، وشِرِّيرٍ بَشِعٍ، ودُميَةٍ باسْمِ بريتي بيني؛ سَيَملُؤكَ هَذا الكِتابُ إذًا بالإِحباطِ. سَأستَمِرُّ في تَدوينِ هَذِهِ الحِكاياتِ المأساويَّةِ؛ لأنَّ هذا عَمَلي. أَمَّا أَنتَ فَعَليكَ أَن تُقرِّرَ بِنَفسِكَ إذا كُنتَ سَتَستطيعُ احتِمالَ هَذِه القِصَّةِ المُزرِيَةِ. مع فائِقِ احترامي. ليموني سينيكت