إن الفن الروائي يوسّع من خبراتنا ويمنحنا نظرة أكثر اتساعا وشمولا لأنفسنا وللعالم، فمعايشة تجارب شخصية خيالية تفتح أعيننا على مشاكل كنا نتجاهلها، وهناك دئما كتاب يذكرك بأن أناسا قبلك عايشوها، لذلك كان المحلل النفسي "إريك فروم" يقترح دراسة الروايات لاكتشاف فهم عميق للإنسان، قد لا يتوفر بالقدر نفسه في كتب التحليل النفسي. والرواية تستمد قوتها من قدرتها على الارتباط بالإنسان وبواقعه اليومي المعاش، وقد أدرك الإنسان احتياجه إلى الرواية منذ سكن الأرض، فآدم وحواء منذ غادرا الجنة، كانا يتوقان إلى وجودهما السابق في الفردوس، فلما التقيا على الأرض ولدت الحكاية، فقد كانت وسيلتهما لمحاولة تناسي معاناتهما من تيه ووحدة. لذلك فالفن القصصي يستطيع أن يمنحنا هويتنا كبشر.. تلك هي القناعة التي ينطلق منها الكاتب أحمد رجب شلتوت في القراءات التي يقدمها لنحو ثلاثين نصا روائيا عربيا حديثا، فهو يرى أن ما نبحث عنه في الروايات هو معرفة الإنسان والعالم والحياة بشكل أفضل.