يعد الكتاب من أهم أعمال الكاتب دفاعا عن علاقة الدين الإسلامى بالمدنية، حيث سعى إلى إلقاء الضوء على جوهر القضايا الرئيسية المهمة التي يدور حولها، والتي لا تزال مع غيرها من قضايا عصر مقدمات النهضة في الفكر العربي والإسلامي الحديث مطروحة على ساحة النقاش. عرض الكاتب الإسلام كما أنزل، وتصفيته مما شابه من أفكار الأعداء والمستشرقين، بصورة يقبلها العقل، مستشهدا بآراء كبار الفقهاء والعلماء، وبالآيات القرآنية، ومركزا، منذ ذلك الوقت، على تناول القضايا الحياتية الملحة، مثل قضية المرأة في الإسلام، وترجمة معاني القرآن، وغيرها. كما أبان موقفه من مسألة الدين والمدنية من فكرة أن كل ترق يحصل في العالم، وكل خطوة تخطوها العقول في سبيل الكمال ليس إلا تقربا إلى الإسلام، وأن الإسلام فتح باب الارتقاء الروحي ووسع مداه، كما فتح باب الارتقاء المادي، فلم يحرم علما نافعا، ولم يضع للعلوم حدودا، لإثبات أن المسلمين أضاؤو للبشرية بمشاعل المدنية، وأسسوا أركان العدل والإنسانية في جميع أرجاء الكرة الأرضية، وسادوا أغلب ممالكها بأفضل أنواع السلطة الاعتدالية؛ وبالجملة صارت دولتهم دولة العالم بأسره، بينما كان غيرهم يهيم في وديان الجهالة.