في "طعم النوم"، يقدم طارق إمام أكثر نصوصه طموحًا، برواية تأريخية تقرأ التاريخ المصري المعاصر في نحو خمسين سنة وصولًا لأسئلة اللحظة الراهنة. تتقاطع "طعم النوم" مع "الجميلات النائمات" لكاواباتا و"ذاكرة عاهراتي الحزينات" لماركيز معًا، لتُقدِّم معارضةً روائية تستلهم "ألف ليلة وليلة" حكائيًّا. لكن "إمام" هذه المرة يقلب لعبة الروايتين السابقتين مُنطلقًا من وجهة النظر العكسية بالضبط، والمسكوت عنها "روائيًّا". هذه المرة، الفتاة النائمة هي من تكتب روايتها، مستعرضةً تقاطع التاريخ الشخصي بتاريخ وطن وجرح الذاكرة الفردية بألم الذاكرة الجمعية، على شرف مدينة قلِقة هي "الإسكندرية"، المتخبّطة في سؤال هويتها، والتي تحضر هنا بطلًا حقيقيًّا وليس مجرد مسرح للحدث. إنها رواية جميع النساء اللائي لم يتحدثن أبدًا: رواية حُب وجريمة، تأريخ وتأمُّل، يمتزج فيها الواقع بالخيال، وتسردها يدُ الشعر.