" وعلمت أن الله لا يغفر من السيئات إلا ما كان هفوة من الهفوات يلمُّ بها صاحبها إلماما ثم يندم عليها ، ورأيت أن أكبر ما يعاقِبُ الله عليه جناية المرء على أخيه بسفك دمه ، أو هتك عرضه ، أو سلب ماله ، وأن أضعف الوسائل إلى الله ذلك الركوع والسجود ، والقيام والقعود ، فلو أن امرأً قضى حياته بين ليلٍ قائمٍ ونهار صائم ، ثم ظلم طفلا صغيرًا في لقمة يختطفها من يده لاستحالت حسناته إلى سيئاتٍ ، وما أغنى عنه نسُكُهُ من الله شيئا". " النظرات" إحدى كلاسيكيات الأدب ، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية ، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن ، يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.