"لا نستطيع أن ننكر عليكم معشر الأبناء أن شبابكم أعظم قوة ونشاطًا ، وأبعد همة ، وأقوى عزيمة من شيخوختنا ، وأن أيدينا الشاحبة المعروفة لا تستطيع أن تصل إلى ما تصل إليه أيديكم الفتية المقتدرة ، وأن آراءكم وأفكاركم وجميع تصوُّراتكم وآمالكم التي تتلون بها شبوبيتكم أكثر حدَّةً وحرارة ، وأبعد غورًا وعمقًا من آرائنا وتصوراتنا ، ولكن الذي ننكره عليكم ، ونعتب عليكم فيه أشد العتب هو زرايتكم علينا واحتقاركم لنا ، ورميكم إيانا بالجمود مرة والخرف أخرى كلما اختلفنا معكم في شأنٍ من الشئون". "النظرات" إحدى كلاسيكيات الأدب ، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية ، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن ، يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.