أغمضت لوسي عينيها ثم رفعت رأسها نحو الشمس وتنشقت رائحة الغبار والأحصنة وهي تشعر بالرضى قبل أن تسمع تلك العبارة: -حسناً ! أليست هذه سندريلا؟!. ما إن وصلها ذلك الصوت المبتهج حتى تجمدت ابتسامتها ففتحت عينيها بسرعة لم تكن بحاجة إلى الالتاف لتدرك هوية الشخص الواقف إلى جانبها في هذا المكان لا يملك مثل هذا اللهجة الانكليزية الدّالة على أفضل تعليم يمكن تحصيله في بريطانيا سوى شخص واحد: غاي دينجرفيلد! قبل وصول غاي كانت لوسي تقضي وقتاً ممتعاً في وبرنداغو حيث تعمل طباخة ومدبرة منزل أعجبتها العزلة وجذبتها الرومنسية المحيطة بهذا المكان إنّه مختلفٌ تماماً، ففي هذه المنطقة المقفرة مازال الرجال يعتبرون الأحصنة وسيلة المواصلات الأسهل. لوسي ليست معتادة على مشاعر الكراهية لكن في اللحظة التي خطا فيها غاي متمهلاً إلى المطبخ منذ عدة أيام وعرّف عن نفسه بابتسامة تفضح اعتقاده بأنَّ أيَّ امرأة تراها سوف يغمى عليها عند قدميه فارقتها طبيعتها المشرقة لم تدرك ماالذي جعلها تشعر بالغضب والاضطراب. ربما يكون غاي.. فمن الصعب تخيل شخص أكثر غرابة منه في هذه المنطقة المعزولة... قررت لوسي بإحباط أنّه لا ينتمي إلى هذا المكان تمنت لو أنّه يعود الى لندن ويتوقف عن إزعاجها.. لكن غاي يتحدّاها فهل ستتمنى رحيله مجددًا؟؟!!.